مقالات.أدب
عرفناك فالزم
بقلم : مصعب الأحمد بن أحمد
سقب
2.1.2025
عرفناك فالزم ..
قيل قديما "كاد المريب أن يقول خذوني"
عندما انتصرت الثورة المباركة ضرب عدد من ارباب العمائم المكوعين خفه على الفرامل ، وعاد الى الخلف في ذات اللحظة دون تريث ، فبارك انتصار الثورة ، وطفق يخصف عليه من منشورات الفيسبوك ليخفي سوءته ، ويكيل المدح للمنتصر ، بل يصفه بأوصاف العظمة والاجلال كما كان يصف سلفه السابق.
عرفناك فالزم !
يوم اخترت ان تنافق وتمسح الجوخ ، وتتملق لسيدك الأسد ، لتنال عنده الحظوة والمنزلة وقد نلت ، فلا أراك تمسح الجوخ اليوم لاعداءه (نحن ) ، بل احترم تاريخك النضالي ، احترم مسيرتك النفاقية ، واثبت على هرتلتك احتراما لصورتك أمام أولادك وطلابك على الاقل ، واعلم أن عدوا شجاعا يتمتع بالمروءة ، أكرم من صديق جبان ساقط المروءة ، ونحن ندرك ان النظام لو عاد لكوعت ثانية وثالثة وعاشرة ، فلا تكن كلبا يعوي لنا ثم يعوي علينا .
عرفناك فالزم !
فقد ضربت عليك الذلة أينما ثقفت ، ولا أراك تجد حبلا من الله ولا حبلا من الناس ، والله أعلى وأعلم ان لم تتب الى الله تعالى ، فقد ظننت ويا لتعس ما ظننت أن الحاكم أبقى من شعبه ، وان الحاكم فوق سلطة ربك ، وأنك واياه في معزل عن الغرق ،فقلت ذات يوم لبعض طلابك "يزول الكون ولايزول هذا النظام " وأنت الذي تحمل شهادة العالمية ، ألم تقرأ التاريخ أيها ؟
ألم تعرف السنن الكونية ؟
ألم تبصر تقلب الأيام ؟
ألم تعلم أن الشعب اذا أراد الحياة فلا شيء يقف في وجهه وان طال الأمد ..
عرفناك فالزم !
يوم خذلت الناس ، ونقضت الغزل ، وفككت كل عرى الايمان عروة عروة ، وانت الذي كنت تعلم الناس التوكل على الله وحسن الظن به ولما وضعت على المحك ، حل بوارك وظهر عوارك ، فقلت من أين نأكل لو خرجنا في سبيل الله وكيف ننفق ؟ وماذا نعمل ؟ !
أهذا كلام رجل دين وعلم ؟
أتكون فنانة مسيحية عندها من المروءة والعزة والشهامة ماليس فيك وفي شيوخك ؟
أيكون شاب عطال بطال ، ابن شوارع كما كنت تصفه صاحب غيرة وحمية ودين أكثر منك ؟
ما أعجب تقلب الأيام !
عرفناك فالزم!!
تنعمت بالمزايا زمن النظام البائد وتريد التمتع بل والزيادة في العهد الحاضر ، ما أوسع ما تريد وأعجب ما تقصد ! أو تظن ان القوم هؤلاء سذج حمقى؟ يحلوا لهم الكلام المعسول والالفاظ البلاغية ، ويصدقوا نفاقك ؟ كما كان الشأن لمولاك السابق ؟ هيهات ..
انما هناك ملفات اهم منك ومن أمثالك بألف مرة والى ان يفرغوا منها ويأتي موعد الحساب تمتع بالامان الى حين ، لكن من يسمك الشعب الحانق ان امسك الدولة الصابرة ؟
اجمع شملك واعهد عهدك واكتب وصيتك
فما أرى الا رؤوسا قد أينعت وحان قطافها
أسيادك هربوا فتعلم منهم وان ظننت انهم تركوك فانتظر انا منتظرون ..
عرفناك فالزم !
جرت سنة الطب ان الجراح لا تضمد حتى يتم تنظيف الجرح من المكروبات ، وأنت منهم ، فلا تكن أحمقا ، وان طالك العفو فعليك منذ اللحظة ان تعيش على قائمة المذبذبين والمنافقين وفي سجلات التاريخ مع عبد الله بن أبي بن أبي سلول والحارث بن سويد ونبتل بن الحارث وأبو حبيبة بن الأزعر وأوس بن قيظي
وقيس بن عمرو
واياك ان تظن أن الناس تنسى ، يمكن لله تعالى ان يعفوا عنك ان تبت مالم تكن برقبتك حقوق للعباد ولا اظنها تخلوا ، لكن الخلق ألسنة الحق ، سينظر اليك الخلق ان تركوك نظرة احقار وسخط ، كل من فقد اخا أو ابنا أو أما أو دارا أو مستقبلا ، ويعتبرك شريكا للمجرم ومطبلا له .
يكفيك مهانة ان يقول لك احد طلابك كنت تكيل المدح للنظام السابق وتسرف في تعظيمة فاسكت فقد مضى زمانك ..
عرفناك فالزم !
الآن وقد أسقط في يدك ؟!
الآن وقد بلغت القلوب الحناجر ؟!
الآن وقد ظن اتباعك بالله الظنونا ؟ !
الآن وقد مضى مليون ونصف شهيد ؟!
الآن وقد هدم بيوت الله وانتهكت اعراض المسلمين وشردت ملايينهم وضاع دينهم في بلاد أوربا والغرب ؟ !
الآن وقد هرب سيدك وترك لمصيرك الذي لا احسب انك غافل عنه
الآن وقد بلغت الروح الحلقوم وانت ترى نصر المؤمنين الذين كنت بالامس تسميهم عصابات ارهابية ؟
قليلا من الحياء والخجل ان كنت تسمع به
عرفناك فالزم ..
الزم دارك وعد إلى ربك وابك على خطيئتك أما ادراك ما فاتك فقد فاتك