غزة تعري اخلاق العالم
مصعب الأحمد بن أحمد
سقب
غزة تعري اخلاق العالم
..
نحن لسنا هواة حروب وقتل واقرأوا التاريخ لو شئم ، المعارك التي خاضتها الدول الاسلامية والدول الاوربية او الامريكية والضحايا من الجانبين والاسباب والمسوغات والمبررات
انه وبالرغم أنه لم يمضي من وجود الولايات المتحدة الأمريكية الا حوالي مائتان وخمسون سنة فقط، بيد أنها قد قضت 93% من عمرها بما يعني 222 سنة في الحروب المختلفة على الدول الأخرى و أحتلالها في كافة أنحاء العالم ، أكثر من 90 حربا و عدوانا معظمها جرائم حرب مما يدل علي أنها أقذر حضارة قامت عبر التاريخ ...
اما في اسرائيل وسوريا ..
فما مبرر الحرب التي شنتها المقاومة على الجيش الاسرائيلي ،وشنتها اسرائيل كرد على الرد ، وشنها الشعب السوري على الثلاثي القذر العلوي الروسي الايراني ؟
لم تقم حربّ بين أمة منذ روما وأثينا والعصور الوسطى والحرب العالمية الأولى والثانية وفيتنام والعراق وسوريا إلاّ وتذرع صاحب القرار بمبرر أخلاقي معقول من دفع خطر محتمل أو الدفاع عن الوطن أو ارتكاب أخف الضررين، فهتلر أقنع الألمان أن ستالين خطر دائم كي يهاجم روسيا ،وترومان أقنع الأمريكيين أن هناك ضرورة عسكرية وسياسية لإلقاء قنبلة هوريشما ونكازاكي ،والحروب الصليبية زعمت أنها تحمي مهد المسيح والكنائس المقدسة وإسرائيل لم تكف لحظة عن زعم أن اليهود هم سكان فلسطين الحقيقيين وليس اليبوسين وأنها تبحث عن هيكل سلمان .
تدخلت القوة الدولية ايبان الربيع العربي ضمن ثلاث انتفاضات من خمسة ، فقصف التحالف ليبيا وأعطى الضوء الأخضر لمجلس التعاون الخليجي في اليمن ودمر سوريا ، ومهما كانت تلك التدخلات غير أخلاقية بيد أن السياسين يحاولون الباسها زي أخلاقي أمام أنفسهم وشعوبهم .
في العراق طرح التحالف على خصومهم سوالاً هل تريدون بقاء حكم صدام حسين ولا ريب أنهم أجابو بنفي ،فكانت قصة أسلحة الدمار الشامل والضربة الاستباقية والقضاء على الإرهاب الذريعة الأخلاقية للإدارة الأمريكية الكاذبة ، ولو كانت هناك معاير أخلاقية أو أدنى مقومات الصدق فلما اختارت الإدارة الأمريكية العراق دون سواها أليس هناك نزاعات في أفريقيا الوسطى ،أليس ثمة نزاعات في زمبابوي وفلسطين ومشاكل الأقليات في الصين والهند ولم اختارت شمال شرق سوريا دون سواه والجواب واضح ..نفط العراق وسوريا في الصف الأول ، أعلنت الحكومة الأمريكية آن ذاك أن قرار القنابل النووية شر لابد منه وأن موت مئتي ألف على الأقل من الشعب الياباني أقل خسارة من موت مايربو عن مليون أمريكي وأكثر منها ياباني في حال ارتكاب البديل والجنوح الي الحل البري ولكن ماذا لو لم تستسلم اليابان ومن الذي أعطى الحق لسياسين أن يقتلو ربع مليون بزعم خلود الآخرين على مبدأ التضحية بلبعض ليعيش الكل ، يعتبرونه مبداً أخلاقياً وعندما يفعله غيرهم يعتبرونهم مجرمين وخاليين من الانسانية والأخلاق أوليس مايفعله الفلسطينيون من العمليات ضد الجيش الإسرائيلي هو كالعمليات التي يشنها الجيش الاسرائيلي متذرعاً بلأخلاق، بيد أن الفلسطيني هو الذي اختار الموت بنفسه أما في الطرف الآخر هم قررو عن غيرهم وأدرجو بهم في وادي التهلكة ،يقول راثبون : إننا درجنا على الاعتقاد أن العلاقات الدولية في فضاء التفاعل البشري مجردة عن المبادئ الأخلاقية لكني أرى ان البشر من المنظور التطوري يضفون على تصرفاتهم صبغة أخلاقية وأقول أن أشر الناس لا يمكن أن يحاربك دون أن يجد لنفسه مبرراً أخلاقياً ويزور في نفسه رئياً ينام معه قرير العين و إن كان يعلم في قرارة نفسه خلافه.
لم تقف حرب فيتنام بقرار عسكري بل بقرار اخلاقي يوم خرج الملايين من الامريكيين يطالبون بايقاف العبثية تلك وكذلك في افغانستان فخرجت القوات تجرر ذيول الخيبة وراءها ، واليوم هناك عدوان اسدي واسرائيلي على كل من الشعبين السوري والفلسطيني سيطويه التاريخ وسينتهي لذات الاسباب الاخلاقية التي انتهت معها حروب مماثلة ولايمكن الانتصار على اهل الارض وان طال الزمن الا بقتلهم جميعا او اخراجهم كافة ، ودون ذلك شوك القتاد
والثريا في البعاد ..
مصعب الاحمد بن احمد