top of page
  • Facebook
  • Twitter
  • YouTube
                 المحلل الاستراتيجي الأستاذ فرقان آيدين/ تركيا

                 المحلل الاستراتيجي الأستاذ فرقان آيدين/ تركيا

مقابلة خاصة مع المحلل الاستراتيجي فرقان آيدين  حول قضايا الشرق الأوسط والتطورات الإقليمية

حول القضية الفلسطينية

كيف تقيمون موقف المجتمع الدولي من القضية الفلسطينية؟

للأسف، يتم تناول القضية الفلسطينية من قبل المجتمع الدولي بشكل شعاراتي وسطحي. هناك حالة من اللامبالاة العالمية تجاه الأحداث الجارية في فلسطين، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإقليمية. وانتقال الأحداث إلى لبنان لم يكن مجرد أزمة أمنية، بل كان أيضًا كارثة نفسية أثرت بشكل كبير على الشعوب.

هل اكتفى العالم بإطلاق الشعارات حول فلسطين؟ وما مدى فعالية المساعدات؟

نعم، لقد أُطلقت العديد من الشعارات، لكن لم يكن لها تأثير ملموس على أرض الواقع. أما بخصوص المساعدات، فلا يوجد وضوح حول مدى فعاليتها أو إلى أي مدى تصل إلى الشعب الفلسطيني. لو كان المجتمع الدولي صادقًا في دعمه لفلسطين، لما اكتفى بالمساعدات الإنسانية، بل كان سيفرض ضغوطًا سياسية حقيقية على سياسات إسرائيل

ما هو دور الإعلام في القضية الفلسطينية؟

للأسف، يتبنى الإعلام العالمي سياسة منحازة إلى حد كبير في تناول القضية الفلسطينية. الإعلام يجب أن يكون صوت المظلومين، لكنه في الغالب يقف إلى جانب الأقوياء والمنظومة العالمية. الإعلام الغربي، على وجه الخصوص، يسعى إلى تبرير سياسات إسرائيل بينما يعمل على تشويه صورة المقاومة الفلسطينية. في حين أن الإعلام يجب أن يكون محايدًا وموضوعيًا.

أزمة اللاجئين والموقف الأوروبي

كيف تتعامل دول الاتحاد الأوروبي مع قضية اللاجئين؟

سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه اللاجئين قائمة على البراغماتية وليس على القيم الإنسانية. إنهم لا يتعاملون مع القضية من منطلق أخلاقي، بل وفقًا لمصالحهم القومية. أوروبا تفتح أبوابها للكفاءات والعقول المهاجرة لكنها تغلقها أمام ضحايا الحروب.

أما فيما يخص غزة، فهناك نقطة لافتة للنظر، حيث إن سكان غزة، خلافًا لسكان مناطق النزاع الأخرى، لم ينخرطوا في موجات هجرة جماعية، بل قرروا البقاء والصمود في أراضيهم رغم كل الظروف القاسية.

السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط والعقوبات الاقتصادية

كيف تقيمون سياسات ترامب تجاه الشرق الأوسط؟ وهل كان للعقوبات تأثير على المنطقة؟

في بداية حكم ترامب، بدا وكأنه يسعى إلى تقليل الصراعات الساخنة، لكنه لجأ إلى استخدام العقوبات الاقتصادية كسلاح ضد الدول التي يعتبرها معادية. واشنطن لم تعتمد على التدخل العسكري المباشر بقدر ما اعتمدت على فرض العقوبات والضغوط الاقتصادية كأداة رئيسية في استراتيجيتها

تأثير العقوبات يعتمد على مدى قوة الاقتصاد الوطني للدولة المستهدفة. الدول التي تمتلك موارد طبيعية كافية تستطيع الصمود لفترة أطول، أما الدول ذات الاقتصاد الهش، فهي الأكثر تأثرًا بهذه الضغوط. هذه السياسات دفعت بعض الدول مثل الصين وروسيا إلى البحث عن بدائل جديدة بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية.

دور تركيا في سوريا وإعادة إعمارها

كيف تقيمون دور تركيا في سوريا؟

عانت سوريا من دمار هائل خلال السنوات الماضية، حيث دفع الشعب السوري ثمنًا باهظًا بسبب سياسات نظام  القمعية.  ورغم كل هذه الضغوط، لم يستسلم الشعب السوري في كفاحه من أجل الحرية

منذ بداية الأزمة، كانت تركيا من أكثر الدول التي قدمت دعمًا إنسانيًا ودبلوماسيًا لسوريا. لقد استضافت ملايين اللاجئين السوريين ووفرت لهم الحماية والرعاية، كما أنشأت مناطق آمنة ، مما سمح بعودة مئات الآلاف من السوريين إلى وطنهم في بيئة أكثر أمانًا.

لكن الدور التركي لم يقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل كان لتركيا أيضًا تأثير دبلوماسي واضح من خلال مشاركتها الفعالة في مسارات أستانا وجنيف، حيث سعت     إلى تحقيق تسوية سياسية دائمة في سوريا 

ما هي الأولويات في إعادة بناء سوريا؟
   .عملية انتقال سياسي عادلة: يجب تأسيس نظام سياسي يعكس إرادة الشعوب
   •    إعادة إعمار الاقتصاد: دعم المشاريع الاقتصادية والتعاون الإقليمي لإعادة تأهيل البنية التحتية
   •    تحقيق الأمن والاستقرار: ضمان الأمن ومنع بعض الأطراف الدولية والإقليمية من استغلال الفراغ السياسي

في النهاية، يجب ألا تكون سوريا مجرد ساحة حرب ودمار. إذا تم اتباع الاستراتيجيات الصحيحة، يمكن أن تعود سوريا لتكون قوة إقليمية مهمة. وتركيا ستظل من أكبر الداعمين للشعب السوري في هذه المرحلة الحاسمة

مستقبل الشرق الأوسط

كيف ترون مستقبل المنطقة؟

مستقبل الشرق الأوسط يعتمد على قدرة دول المنطقة على التحكم في مصيرها بعيدًا عن التدخلات الخارجية. لم يعد هناك مجال للانتظار والاعتماد على القوى الأجنبية، بل حان الوقت لتبني رؤية مستقلة ومتماسكة
   •    تعزيز الاستقرار لمنع الهجرات القسرية وإيجاد حلول مستدامة لأزمات اللاجئين.
   •    إرساء ثقافة الحوار والتعاون بين دول المنطقة، بدلًا من الصراعات والانقسامات
   •    استغلال الموارد الاقتصادية بشكل عادل لبناء مجتمعات قوية ومزدهرة

لقد كان الشرق الأوسط على مدار التاريخ مركزًا للحضارة والثقافة. إذا سادت روح السلام والتعاون بدلًا من النزاعات، يمكن أن يصبح نموذجًا يُحتذى به عالميًا. يجب علينا أن نتجاوز التبعية للقوى العظمى ونؤسس واقعًا جديدًا يحقق الاستقلال السياسي والاقتصادي لدولنا

اليوم، نحن بحاجة إلى توافق إقليمي جديد يضمن الأمن والاستقرار. لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الحوار والتعاون والتضامن بين شعوب المنطقة

bottom of page