top of page

مقالات.أدب

حكومة بلحية ونقاب ؟ 

بقلم : مصعب الأحمد بن أحمد 

IMG-20241001-WA0072_edited.jpg
Image by Studio Republic

سقب

2024-10-10


ارعدت وبرقت صفحات الموالين والطابور الخامس ، والمقاومة والمماتعة ، من فلول النظام الساقط ومشغليهم  ، يستهزؤن باللحية والمظاهر الدينية ويقولون: تريدون أن ترجعونا ألفا وأربعمئة سنة الى الوراء ؟
نريدها دولة مدنية ديمقراطية علمانية . 

أما بعد: 
الشعب السوري متدين بطبعه ، ومن أعلى البلاد تدينا على مر العصور ، بل ان الشام كادت أن تكون محور الثقل الديني الراسخ المتوازن بين تيارات الافراط والتفريط ، الى أن جاءت حكومة البعث ، فعاثت في الأرض الفساد ، وحلت المجتمع ، وبذلت كل جهد في تغريبه وعولمته ، وقوبلت بمواجهات كبيرة بدأت احداها في سبعينيات القرن المنصرم ثم في الثمانينيات ، ففي بداية القرن المنصرم وأواسطه كان الرجل يرى أمه في الطريق فلا يعرفها لفرط الحجاب ، وكانت المظاهر الدينية طاغية في بلد غريق في التدين والتذمم ،فهو الى عهد قريب سامق مذ كان عاصمة الدولة التي فتحت الشرق والغرب . 
ما أنتم ؟ 
أنتم لا تزعجكم لحية النصارى واليهود ولا الشيعة والدروز وحسن نصر اللات والخامنئي بل تتغنون بها ،لا تزعجكم لحية شبيحتكم وجنودكم  التي هي رسوم على مؤخرات وجوههم  ، لا يضايقكم حجاب نساءهم ، لكن ما يضايقكم نحن .
‏مشكلة المنافقين ليستْ مع اللحية ولا المتطرفين ولا "الإسلاميين" بل مع الله نفسه . 
مشكلتهم مع الإسلام نفسه: قرآناً وسنةً، عقيدةً وشِرعةً ومنهاجاً

من يحرر يقرر ، و أهل السنة كرهو مقامكم فيهم كرهو فجوركم وانحلالكم وسرقتكم وفسادكم وظلمكم ، ثم يظن الشبيحة أنهم ان طالبوا بالعلمانية والديمقراطية سيكون عقابهم فركة أذن ، وتنبيه خطي ، وهيهات . 
ولكننا لسنا مثلكم : 
شكل الدولة يحدده الصندوق فدعونا نحتكم بناء على ديمقراطيتكم للصندوق واحترموا رأي الأغلبية  ‏ففي بلادنا العربية، لو أقيمت انتخابات ديمقراطية نزيهة 10 مرات، سيفوز بها الإسلاميون 11 مرة، أما العلماني العربي فسيظل يحاضر لك قرون عن النزاهة والعدالة والشفافية الموجودة عند أسياده في الغرب، حتى تأتي صناديق الإقتراع بالإسلاميين عندنا فيكفر بالديمقراطية . 

ثم اننا عشنا واياكم تحت كنف خمسينية سوداء مقيتة  فرأينا الظلم والجور والفساد والقتل وللاجرام ، واليوم ستعيشون تحت كنفنا لتروا الرحمة والعدل والقسط والشرف والكرامة ، لكن تحت كنفنا ، وكنتم تقولون نحن الدولة ولاك ، والان نقول لكم (نحن الدولة يا أصدقاء )  . 
اللحية والتدين ليس طارئا على المجتمع أنتم طارئون عليه فنحن كل ما فعلناه اعدنا المؤشر الى نصابه السابق ،و ‏من أجل بقاء النظام الإسلامي في البلاد، من المهم جدًا إعداد قوة عسكرية مجهّزة فكريًا ودينياً تتمتع بحضانة الاغلبية فان كنتم تحتكمون الى الديمقراطية فنحن الاغلبية. 

ثم ‎يقولون  "يخشى من الاسلاميين اليوم أن يقودوا سوريا للمجهول" 
لا حياء ولا احترام ولا شرف وهل بشار كان متجها بالبلد إلى الرخاء والأمن !
هل كانت البلاد في المعلوم ؟ 
هل كانت تسير نحو الازدهار والتقدم ؟ 
صدق الله (وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض) هل كانت البلد في عهده بالمعلوم بعد ان باعها لكل ناعقة وجيفة بعد ان سلبها .. 
قال لي احد اركانه بعد ان سقط : سلمناكم البلد تراب محطمة محروقة تحتاج ألف سنة لتنمو هذا ان نمت ..
فقلت له : لم تسلمونا اياها نحن انتزعناها منكم رغم انوفكم دسناكم بالحذاء ، واتمنى ان تعيس لترى ما يمكن ان يفعله الشعب في عشر سنوات ان ترك دون تدخل خارجي .. 
ثم يا أفدام عن أي ديمقراطية تتحدثون ؟ 
الديمقراطية عبارة عن قطعة حلوى تفتنكم عن حقيقة انكم بعد قليل ستداسون باقدام الحكومات المتنفذة ، فتداس احلامكم ويعبث بمستقبلكم وقضاياكم المصيرية من اجل طغمة حاكمة ولماذا تفرض علينا ديمقراطيتكم دينها ولا تقبل لنا ان نختار شكل حكمنا وديننا ؟ 
ان أقوى ديمقراطية في العالم كما يدعون ، تسير نحو الهاوية بالفعل، وسنن التاريخ لا تحابي أحدا.
إيلون ماسك يهدد بأنه إذا لم يفز حليفه ‎ترامب فستكون هذه هي الانتخابات الأخيرة، مكررا نفس خطاب اليمين المتطرف في أوروبا عن نظرية المؤامرة "الاستبدال العظيم"، فيقول إن اليساريين الديمقراطيين يريدون تحويل المهاجرين غير الشرعيين إلى مواطنين وتوطينهم في الولايات المتأرجحة ليمنحوهم أصواتهم، ولذا يطلق النداء الأخير للجماهير كي تخرج وتبايع السلطان ترمب وإنقاذ البلد، وإلا فسينفذ ترمب تهديده المتكرر بعدم الاعتراف بالهزيمة، وكل الاحتمالات واردة.
هذه العقلية القائمة على بث الرعب من جحافل الأعداء في الداخل والخارج كانت تنجح دائما في حشد الجماهير والاستيلاء على السلطة وتعطيل الديمقراطية ثم الكارثة. هكذا صعد هتلر في ألمانيا

التي كانت أقوى وأغنى دولة في العالم آنذاك، والقصة قد تتكرر في كل زمان ومكان..

اخطاءصاحب اللحية والنقاب لا تحسب على الاسلام بل على ذويها فقط 

bottom of page