top of page

مقالات.أدب

التسرب المدرسي في سوريا

IMG-20241001-WA0072_edited.jpg
ظاهرة_التسرب_المدرسي.jpg

سقب

15.3.2020

إنه وحسب اليونيسيف فإن مدرسة واحدة من كل ثلاثة تم خروجها عن الخدمة بسبب النزاع الدائر في سوريا الشيئ الذي أوى بدروه إلى خروج أكثر من مليون طفل من دائرة التعليم ، ايضافة لقتل وسفر الكثير من المدرسين وفقدان الهيكل التنظيمي الذي من شأنه أن يعلم الطلبة فالمدرسون بين قتيل ونازح وشريد ومهاجر أضف إلى ذلك مشكلة الفقر وقلة ذات اليد التي هدت المجتمع السوري وأدت إلى ارسال الأطفال لجلب لقمة العيش والعمل فالخبز أهم من المدرسة كما يرى هؤلاء وقد أصبح بعض الأطفال هم المعيل لأهله .

الجسم التعليمي في سوريا في أقسى مشاهد النزف والاحصائيات مخيفة جداً أكثر من مليونين ونص  طفل خارج التعليم حسب إحصائيات الأمم المتحدة وأكثرهن فتيات.

اصابة بعض الأطفال بالجروح والكسور والحالة الصحية أضف إلى فقد الأمن بسبب النزاع والقصف المستمر وخاصة مع خطوط التماس الشيئ الذي جعل الأهالي ينأون بأطفالهم عن الدخول  في مراحل التعليم والانقطاع الجزئي أثر بصورة أو بأخرى على تسلسل الهرم التعليمي وأيضا عدم الاستقرار بسبب النزوح ،كل هذا وغيره أدى إلى تسرب الطلاب من التعليم ويقف الأباء ولا حيلة لهم حيث ان مئة دولار لتجهيز الأبناء بالملابس وأدوات المدرسة لا يملكها الأب ولا يملك جزءا منها هذا بنسبة لتعليم الابتدائي إلى الثانوي أما بنسبة لتعليم الجامعي والعالي فقد أدى تقليص الروابط بين للجامعات السورية والغربية وضعف التمويل الجامعي بسبب الأزمات والحصار ونفقات الحرب مع هجرة العقول حيث أن اكثر من ألفي اكاديمي هاجر خارج البلاد وسبق ذلك كله عبثيات في التعليم الجامعي .

واذا كان هذا واقع المدن فإن واقع المخيمات أدهى وأمر في مناطق سيطرة المعارضة ، هناك حيث ضعف الموارد وقلة الدعم المقدم من الجهات الرسمية والخيرية للتعليم ساهم بتوقف كثير من المدارس ونأي عدد كبير من المدرسين في ظل ضعف التطوع وثقافته في المجتمع .

أما البدائل المتوفرة فهي وإن وجدت كالتدريس عن بعد   إلا أنها تعد رفاهة في غير مكانها حيث لو وجد الكمبيوتر أو اداة الاتصال لا توجد الكهرباء في كثير من الأماكن ولا القدرة على الحصول على التعليم حيث أن التعليم عن بعد لا يعد رائجاً في الوقت الحالي ولعل الأيام القادمة ستكون كفيلة في النظر في هذا الجانب وإيلاؤه اهتماماً مرعياً.

انتهاء الحرب في حال تم فإن القطاع التعليمي بحاجة إلى انعاش أو  اعادة هيكلة والبحث عن حلول حقيقية لأن مستقبل أجيال كاملة مهددة بالفشل والضياع ولعل البلد تسستيقظ يوماً على كارثة عدم وجود مدرسين وخبرات وإن وجد الطلاب والمدارس.

سوريا بعد حكم الأسد تحتاج إلى اعمار البلاد والهيكل التعليمي والاقتصادي والسياسي.

بل لعلها تحتاج إلى ترميم كل شيئ لأنها وتحت شعار الأسد أو نحرق البلد تحولت إلى خراب وتم تدمير المؤسسات التي طالما سمعنا من المعارضين أنهم يريدون الحفاظ عليها .

لم يعد هناك مؤسسات بالمعنى الحرفي للكلمة ولا مركزية دولة ولعلها لم تكن في الأصل،  ومالم يكن هناك حل سياسي وحكومة إنقاذ تتفادى ما سيكون فالبلد أمام تخلف تعليمي قاسي قد يمتد لأجيال .

بقلم : مصعب الأحمد بن أحمد 

bottom of page