top of page

طه يوسف

2024-10-29_14-41-42_916906.jpg

سقب

29/12/2024

زعيم الكرد ومستقبل القضية
عبد الله أوجلان، مؤسس حزب العمال الكردستاني (PKK)، هو شخصية مثيرة للجدل في المشهد السياسي الإقليمي. رغم أن تركيا و أطراف دولية و إقليمية تصنف الحزب كمنظمة إرهابية، إلا أن أوجلان يُعتبر من قبل العديد من الأكراد رمزاً للنضال من أجل حقوقهم. اعتقاله عام 1999 لم يمنعه من مواصلة تأثيره السياسي من خلال رسائله التي وجهها إلى الحركة الكردية وإلى الحكومة التركية.

يمتد تأثير أوجلان إلى خارج حدود تركيا، خاصة في سوريا، حيث يُنظر إليه كمرجع فكري لقوات سوريا الديمقراطية (SDF) بقيادة مظلوم عبدي. هذه العلاقة تزيد من تعقيد المشهد الإقليمي وتجعل أوجلان لاعباً رئيسياً في أي تسوية سياسية مستقبلية.

مبادرة دولت بهتشلي: نقطة تحول جديدة
في 22 أكتوبر 2024، أطلق دولت بهتشلي، زعيم حزب الحركة القومية (MHP)، المعروف بمواقفه المتشددة تجاه القضية الكردية، مبادرة غير مسبوقة بدعم من الرئيس رجب طيب أردوغان. دعا بهتشلي إلى السماح لأوجلان بالمثول أمام البرلمان التركي لإعلان حل حزب العمال الكردستاني بشكل رسمي.

أثارت هذه الدعوة جدلاً واسعاً، لكن البعض اعتبرها فرصة ذهبية لإنهاء عقود من الصراع. لاحقاً، وفي لقاء مع ابن شقيقه النائب عمر أوجلان، أبدى أوجلان استعداده للتفاعل مع هذه المبادرة، ما أعطى انطباعاً بأن خطوة كبيرة قد تكون قيد الإعداد.
في ذلك الوقت، لم يفهم أحد لماذا اصبحت هناك حاجة  لبدء المبادرة،
ولكن مع التطورات الجديدة في سوريا، ومع تغيرات الخرائط وظهور الصورة المعقدة، أصبحت الأمور أكثر وضوحًا.

28 ديسمبر: تصريحات أوجلان المرتقبة
في اجتماع طويل عُقد مؤخرا نُقل عن عبد الله أوجلان بعض التصريحات الهامة التي قد ترسم معالم المرحلة المقبلة:
   •    تعزيز الأخوة التركية الكردية: أوجلان أكد أن تعزيز الأخوة بين الشعبين التركي والكردي هو مسؤولية تاريخية تحمل أهمية مصيرية وضرورة عاجلة لجميع الشعوب.
   •    دعوة للعمل السياسي البناء: شدد على ضرورة أن تتخذ جميع الأطراف السياسية في تركيا خطوات بناءة دون الانجرار وراء الحسابات الضيقة والمصالح المؤقتة، مع التأكيد على دور البرلمان التركي كمنبر رئيسي لهذه الجهود.
   •    أهمية التطورات الإقليمية: أشار أوجلان إلى أن الأحداث الأخيرة في غزة وسوريا تظهر أن المشكلة الكردية، التي يحاول البعض تحويلها إلى أزمة مزمنة من خلال التدخلات الخارجية، لم تعد تحتمل التأجيل.
   •    استعداد شخصي للمساهمة: أكد استعداده للمساهمة الفعالة في النموذج الجديد الذي يدعمه كل من دولت بهتشلي ورجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات إيجابية ملموسة.

انعكاسات إقليمية محتملة
المراقبون يرون أن هذه المبادرة قد تكون فرصة لتثبيت دور تركيا كلاعب رئيسي في سوريا، خاصة مع تعقيد المشهد هناك. تعزيز العلاقات بين تركيا والأكراد داخل وخارج الحدود، إلى جانب التفاهم مع العرب، قد يفتح الباب لتحالف إقليمي جديد قادر على مواجهة التحديات المشتركة.

هذه التطورات تضع الجميع أمام اختبار تاريخي. نجاح هذه الخطوة يعتمد على إرادة سياسية صادقة واستعداد الأطراف كافة لتقديم تنازلات من أجل السلام.

bottom of page