top of page

مقالات|ثقافة

  • Instagram
  • Facebook
  • Twitter
  • LinkedIn
  • YouTube
  • TikTok

ابعاد الحرب الحديثة على الإسلام 

بقلم : مصعب الأحمد بن أحمد

IMG-20241001-WA0072_edited.jpg
91120f44a9331b766a2c9a7ef808cb5f_XL.jpg

يرى بعض المتفائلين أن يقلل من شأن ما يسميه البعض (نظرية المؤامرة)  ، ويعتقد أن الغرب  ليس لديه الوقت ولا الجهد ليضع الخطط والمؤامرات لضرب حاضنة العالم الاسلامي ، وأن العالم الاسلامي أضعف وأقل شأنا من أن تهز له الأقلام ، وتحرك له الطائرات ،  وأن الحرب ليست على غير المال والنفوذ لا على  الاسلام ، والحروب الغربية الحديثة بينهم تؤيد ذلك ، ثم هناك أديان أخرى ومعتقدات شتى ، ولم تقم الحرب عليهم ، كما قامت عليكم ، فلم يعجبكم أن تصطنعوا عدوا مزعوما ، لتعيشوا وهم الدفاع والمؤامرة والمظلومية  ، أما وجدتم غير ذلك لتقنعوا الناس بكم ؟  ولعمري كيف زين له الشيطان عمله ، بل كيف وصل الى هذه النتيجة !؟هل نصدقه ونكذب القرآن ، الذي يقول ( ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا) صدق الله العظيم وكذب الرجل . ان المتأمل في أحوال العالم الإسلامي ، والترابط الوثيق بين الأحداث لمحاولة جمع خيوط المؤامرة يدرك أن هناك تشابك وثيق صدر عن خطة محكمة ، ومن مكان واحد  ، اذ لا يمكن أن تجتمع هذه المتغايرات اجتماعا عبثيا أو مصادفة، فأنا يمكن أن أقبل أن تجتمع ثلاث عيدان لتشكل كلمة مفيدة ، بطريق الصدفة لكن لا أقبل ذلك في تشكيل قصيدة  محكمة المبنى متسلسلة المعنى . المؤامرة تشتمل على ركنين أساسيين ، يتمثل أحدها : في هدم الدين، والثاني :هدم الأخلاق ، و(هدم الدين) يكون بضرب القرآن ، والسنة ، والعبث بالمفاهيم والمسلمات ، واستخدم في ذلك دعاة وقدوات تمت صناعتهم ، وتلميعهم ،ودعمهم بالمال والاعلام، وفتحت لهم القنوات ، يحسنون الكلام ، ويتقنون العبث بعقول الناس ، في ذات الوقت تم التضييق على العلماء الحق ، وسجنهم ، وتغريبهم ، وافقارهم وتهميشهم  ، أضف الى ذلك تشويه صورتهم بما يسمى بالاسلاموفوبيا ،  بعد محاولة افسادهم فمن فسد منهم حقق الغاية ، ومن ثبت على الحق جرت معاقبته ، في ظل سيطرة إعلامية من قوى الشر ومراكز القرار في دولة الإسلاممع دعم الصليبيين للليبرالية والعلمانية والمذاهب الهدامة . وهنا نقول لا بد من الاحتفاظ بنسخ من كتب العلم في الصدور لا في السطور للأجيال القادمة ، وخاصة الصحاح حيث لا يستبعد أن تقوم الدول مستقبلا بتحريفها ، وافراغها من محتواها ، والعبث بمفاهيمها ، بزعم تصفية المناهج وتنقيتها .   من رأى منكم ستيف كوجلين ضابط المخابرات السابق في عام 2015  في مركز سياسات الامن في واشنطن ، وهو يشيد بالسيسي أنه ذهب الى الازهر ووقف في وجههم ، وقال لهم وهم يمثلون التيار الاصولي في ابهى صوره ،  أنتم السبب في نشر هذا الفكر الاصولي والراديكالة الدينية ، لم يقل السيسي انتم متطرفون لكن قال لهم فكركم ومنهجكم يمكن أن يدمر العالم الاسلامي ، ثم قال : الشيخ الاعمى عمر عبد الرحمن مشكلته انه ازهري ، والقرضاوي وعبد عزام مؤسس القاعدة ازهريان . ثم يقول : انتم تلطفون الالفاظ فتقسمون الإسلاميين الى اصوليين ومسالمين ، انا افهم السبب التكتيكي ( لعدم التصريح بالعداء للإسلام لتجنب مواجهة شاملة ) الكتب المقررة في السعودية مقررة في غيره الى اخر الكلام . يريد ان يقول ليس هناك فرق بين مسلم اصولي وغير اصولي ، فان اعظم اماكن صنع القرار الإسلامي كالأزهر ومنظمة التعاون الإسلامي ، تتبنى نفس الفكر . ولعل هذه الكلمات اختصرت الطريق على كل المفكرين الكيوت الذين يقللون من شأن أي نظرية . أضف الى ذلك افشال التعليم واشغال الجيل الناشئ بالألعاب والسناب والرياضة ،ليكونوا خارج دائرة أي أحد من المصلحين . وأما الشق الآخر فهو (هدم الأخلاق)  ويتمثل ذلك في ضرب الأسرة وتفكيكها ،وافساد المرأة ، ونشر الشذوذ  . ولو تابع  أحدنا ما تقدمه الآلة الإعلامية الغربية والعربية  ، من استغلال للطفرة الإعلامية وهذا تحديث للأساليب المتبعة في الحرب على الإسلام ، ما تقدمه في آن واحد ،وتزامن محكم   لفهم خيوط اللعبة ، من كتاب وصحفيين ومسلسلات وأفلام وقدوات اصطنعوها ، تركز كلها في محتواها بصورة كبيرة غير مسبوقة على هدم هذه القيم ، والكلام في المسكوت عنه ، من زنا المحارم ، الى دعم النسوية ، لإفساد المرأة تحت مسمى المطالبة بحريتها ، ثم المطالبة بحرية العلاقات الإنسانية ، الى المطالبة بالشذوذ ورفع علم المثلية ، لإشغال الناس في معارك التحذير منها  والدفاع عنها ، المثلية موجودة في كل زمان لكن ، ان تقوم أهم مراكز التجارة ، والقرار  المؤثرة كاتحاد الكرة الدولي ، وأشهر الماركات العالمية ، مع الإنتاج المرئي والمسموع  بتبنيها ودعمها ، فهو الجديد ،  أو حتى مجرد عرضها مرحليا..  لان استساغة المثلية في المجتمعات تشابه الي حد ما مسالة استساغة نظرية او خطة المليار الذهبي ، ففي البداية تلقي بالفكرة وتترك الآخرين يتفاعلوا معها سلبا كما هو الحال بالنسبة لغالبية المجتمع وايجابا كما هو الحال مع بعض " مدعي الفلسفة  " و " الفكر " لذا ردة الفعل هذه متوقعة ، ‏‎فالمرحلة الآن هي مرحلة استفزاز وتفاعل المجتمع مع الفكرة سواء رفضا قاطعا كما هو الحال مع الغالبية وقبولا كاملا كما هو الحال مع القليل جدا وهناك فئة " الرماديين " التي لا ترفض ولا تقبل وهم  في تزايد عجيب لذا يجب الحذر من أمثال هؤلاء فهم الأخطر في كل مرحلة . كانت جمعية الأطباء النفسيين تصنف الشذوذ كمرض نفسي ، فجاءت الأوامر بمحوه من قائمة الأمراض واعتباره مجرد ميل لطيف واختيار يتمتع بطابع تلذذ . اذا هذا هو الجديد في الحرب على الإسلام ؟  . الطعن في الكتاب والسنة والعبث بالعقيدة والمفاهيم شأن قديم ، ولكن الجديد تبني هذه العبثية من قبل الحكومات ، ودعم تحقيقها ونشرها ، في مقابل اسكات الأصوات التي تهدم هذه النظريات والمذاهب ، والسعي لتغريب المسلمين بمجتمعاتهم بهذه الجرأة  . ثم تزامن كل ما سبق مع دعم النزاعات والحروب المحلية ، بل واصطناعها ، بل وضربها بحروب استنزاف ، لتفكيك النسيج المجتمعي وتهجير العقول ، وافقار الناس ، واصطناع المجاعات ، ثم تقديم الأمم المتحدة نفسها - ممثلة بالصليب الأحمر والجمعيات الكنسية ،لتتمكن من اختراق كل خيمة والوصول إلى كل بيت - كالطبيب المداوي ، والأب الرحيم ، وفرض الاندماج على المهجرين ، والعبث بنسيجهم الفكري والديني ، ان من يعتقد أن تزامن كل ما سبق محض صدفة فليراجع طبيبه في المارستان  . نعيد ونكرر قلب العالم الإسلامي ليس في اندنوسيا ولا الهند ولا هو في كندا ولا أمريكا ، قلبه هنا في الشام والجزيرة العربية ومصر . من هنا خرج الإسلام شرقا وغربا وهنا الثقل العام ولا بد لضرب الأطراف من ضرب الرأس في الجسد ،سيركز الغرب على هذه النواحي من الحياة ، ومن هنا فقط يمكن الرد على تلك المشاريع والمخططات ، لان الندب والنحيب وشكوى المظلومية   لا توقف مخططا ولا تفشل مسعى ، العالم اليوم عالم التكتلات السياسية ، والاقتصادية ، والاجتماعية ، فلم لا تكون هناك تكتلات دينية على قدر عال من الحدث ؟ دعونا في السابق وندعو كل يوم الى انشاء نيتو اسلامي وليس عسكري ،  غير خاضع لسياسات الدول وغير مسيطر عليه من مراكز القرار ، حر يجمع احرار العالم من علماء ومفكرين وذوي شأن في هذا الجانب ،  يرد الشبه ، ويفتي بحريى ، ويخطط لمجتمع فاضل مسلم ، بعيدا عن المتفائلين الذين يجلسون ويريدون من الإسلام ان يدافع عنهم ، أو على الأقل ان يدافع عن نفسه ، نعم الإسلام كلما حاربوه امتد ، والدين محفوظ الى يوم القيامة ولكن هل نحن مع القلة الباقية أم مع الكثرة التي هي غثاء السيل ؟ هل الجلوس دون عمل من مصالح الشريعة ؟ هل الدنيا تؤخذ بالأماني ؟ ماهكذا تورد الابل ..

سقب

13/11/2024

bottom of page