الابواب المغلقة 

قيل قديما ( اياك ان تفتح على نفسك بابا لا يمكنك اغلاقه ) .. 
وقيل ( لا تفتح باباً يتعبـك سده ولا ترمي سهماً يعجزك رده) .. 
أكثر الذين سقطوا في هاوية الانحلال ومساوئ الرذيلة والالحاد لم يكونوا يعتقدون يوما ولا بالاحلام ان يصلوا الى تلك الدركات ، كل ما كان يدور في خلدهم بداية انها مرة يكتشف ما خلف الباب ثم يعود لسابق عهده ، وما ان فتح على نفسه الباب حتى هوى في واد سحيق صعب عليه العودة عنه .. 
‏أن تهوي من شاهق لا يعني أن تمشي آلاف المسافات، يكفي فقط أن تفتح بابا واحدا مغلقا في رأسك.
شارب الخمر تهاون في الكأس الأول ، ومدمن الزنا ، تهاون في لمسة مصافحة ، وآكل الربا صغرت في عينه المعصية ، وساقط الشبهات ، احب اكتشاف ما خلف الابواب دون مرشد ودليل . 
حدثني احد الشباب انه كان طالبا اشبه كا يكون بفتاة حيية ،يخجل من خياله ، نشأ في أكناف الفضيلة وربى في احضان التذمم ، كان اكبر معصية يفعلها سماع اغنية لرجل ، ثم لا يكاد يفعلها حتى تسبح خدوده بالدموع ، كان يقوم الليل ويصوف الثلاثة من كل شهر وحفظ من القران الكريم ،كان مثالا للاخلاق والتذمم ، ثم كان ان تعرف على شاب مارق ، ودعاه الى سهرة  ، فيها رقص وشرب ومجون واختلاط ، تردد كثيرا في ان يجيب الدعوة وعاش في صراع ثم قرر ان يجرب ، وان يفتح الباب ، ثم زين له الشيطان عمله ، فجرت تلك الحفلة حفلات شبيهة ثم تهاوى فصار يبحث عن غيرها واتبع خطوات الشيطان واحدة تلو الاخرى ولم تمض اشهر حتى صار في هاوؤة سحيقو ثم اراد ان يخرج لكن المعاصي لها صولتها ودولتها تتشبث به كالرمال المتحركة لا يكاد يستطيع فكاكا دون منقذ .  
تاب وعاد عشرات المرات حتى لم يعد يقرع باب التوبة بعدها لعلمه انه سيعود . 
ثم قال ليتني لم اذهب تلك الليلة ؟ 
تزوجت فتاة كطلعة القمر لا يكاد يبصر الرائي مثلها ، اتركها في مخدعها تنتظر واذهب لانام مع فتاة ساقطة لا تساوي غرزة في نعلها لا شكلا ولا مضمونا .. 
السارق لم يسرق جملا ولا قطيعا في بدايته بل ربما سرق نظرة او بيضة وسمح لنفسه بالاقتحام الاول ثم تتالت الامور . 
الملحد لم تتمكن منه الشبهات في ليلة وضحاها بل احب ان يكتشف عالما فدخل دون حفظ وتحصين ، ولا علم يمكنه من الولوج ومعرفة طريق الخروج .. 
الشهوات والشبهات متاهة يا سادة ، من دخلها لايكاد يخرج منها الا بلطف من الله تعالى .. 
الشهوات والشبهات كالنار ، تبدأ من مستصغر الشرارة ، من تهاون في تلك الشرارة لم يكد ان يحوي تلك النار .. 
شرب المخدرات تسحبك من نفسك وواقعك تدريجيا وانت مسرور باللحظة ومغييب بفعل ارادي ثم شيئا فشيأ تجد نفسك جثة بالية وعمر ضائع وشخصية مريضة نفسيا ومكتئبة وفاشلة اجتماعية ، ومنزوية ، ثم انت عندها تفقد قدرتك على الرجوع الى سابق عهدك ولا تجد لك حياة قادمة افضل وتخشر معها كل شيء .. 

 

أي أخي ّ : ثم ان الاستدراج والاملاء من الله تعالى ياتي بعد ذلك لاهل المعاصي ، حيث ‏أن الله يستدرجهم ، ويفتح عليهم أبواب الخير ، فينسون مقصدهم من الحياة ، ويفاجئهم الموت بسوء الخاتمة  
قال تعالى : 
﴿ فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون ﴾
مبلسون : بمعنى متحسرون ونادمون
تبصروا

أي اخيّ :  اذا وقعت الكارثة وفتح الباب فاستتر 
‏لا تُشارك الناس ومن تحبهم ذنوبك!
الأغنية التي سمعتها وأعجبتك لن ينقصك إذا احتفظت بها لنفسك ولم تثقل كاهليك وكاهل أحبابك بذنبها !
إن كُنت تطرق كل أبواب المعاصي حتى إن كانت أكبرها وتعرف أن هذا ذنب وهذه معصية لا تنشرها عسىٰ أن يتوب الله عليك ويعفو عن كثير منك