


مصعب الأحمد بن أحمد
بينما أنت تشرب القهوة في هذا الصباح تذكر أن هناك بشر لا يمكنهم توفير رغيف الخبز .
في الوقت اللي انتَ وأهلك محتارون فيما ستتناولونه على الفطور اليوم تذكّر انّه صار أقصى طموح أهل غزة يلاقوا رغيف الخبز ولم يعد مهما ان كان نظيف أو لا ..
ولعمري ماذا تبقى من العروبه والإسلام عندما يصبح الحصول على الرغيف في البلاد حُلما؟!
مات بعض اهل الزبداني والغوطة بسبب الحصار والتجويع وغدا رغيف الخبز عزيز المنال .
قيل لأحدهم ما تشرب ؟
فقال أكثره موجودا وأعزه مفقودا .. قال يا غلام: اسقه الماء .
وليس اقرب الى الماء في القيمة كالخبز ،
الخبز ما يسمى في مصر ( العيش )
هو من حيث الثمن في متناول الجميع ، تساوي الحزمة منه دولارا ، ومن حيث القيمة فلا يقدر بثمن ..
وهو طعام غالبية الناس في المناطق المنكوبة ، من سوريا الى اليمن والعراق وفلسطين .
من أجل هذا (الدولار) تذل مئات آلاف النساء والأرامل والعفيفات في سوريا وغزة ويقفون طوابير للحصول عليها ..
هذا الرغيف إن وجد فقد وجد أهل المناطق المنكوبة طعام يومهم ، فيجمعون اليه قرص طماطم أو حبة بطاطا أو بعض الزيت إن كان زيت
غذاء أساسي غدا وحيدا لأهل المخيمات ..
ولولا ان الدولة في مصر تدعم رغيف العيش لاكل الناس الزلط ، يستهلك المصريون وحدهم مائتين وخمسين مليون رغيف يوميا ..
رغيف الخبز لأهل غزة اليوم صار كشوق القتاد والثريا في البعاد ، ولكي تحصل على رغيف واحد يجب عليك أن تقف في طابور لخمس ساعات ..
ولكن هل يصح أن نقلل من قيمته؟ فنقول مسكين من لم يجد غير الخبز ؟
ولو أنصفنا لقلنا غني من وجد الخبز ..
إن الخبز الذي يستضعفه البعض أو يقلل من شأنه غذاء كامل العناصر ،فيه كل ما يحتاجه الانسان من عناصر غذائية لاستمرار عيشه ، عاشت مصر بأكملها وما حولها من الحضارات سبع سنين كاملة على الخبز فقط دون أن يأكلوا أي طعام آخر لأن كل الأطعمة كانت قد انتهت بعد جفاف سبع سنين ، وليس هناك من غذاء يستطيع الإنسان أن يعيش عليه سبع سنين كاملة دون أن يصيبه أي مرض أو نقص في العناصر الغذائية حتى الحليب حليب الأم ،
فمن المعروف أن حليب الأم فقير بعنصر الحديد، وإذا انتهت مخازن الحديد من جسم الرضيع بعد الشهر الرابع من عمره واستمر على تناول الحليب فقط دون غيره من الأغذية، فسيصاب هذا الرضيع ، بفقر دم بنقص الحديد ..
يحتوي رغيف الخبز على 47 عنصر غذائي مركب ومعدن اهمها البروتين .والجلوتين . والفوسفات كالسيوم، الحديد، Fe . ماغنيسيوم . الفسفور .البوتاسيوم.الصوديوم،الزينك، النحاس، المنجنيزالسيلينيوم،
الفلوريد وغيرها ..
فالخبز غذاء ودواء ، وحياة وشفاء .
الدول الاستبداديه هي التي تجعل الانسان يركض خلف رغيف العيش ولا هم له سواه ..
ليقول قائلهم :
عض قلبي ولا تعض رغيفي
إن قلبي على الرغيف ضعيف
أي أخيّ:
ولكن لا ينبغي ان يشغلنا رغيف الخبز عن الغايات العظمى والمقاصد الاسمى واسرار الوجود ومفاتيح التمكين عندها فقط سنصل الى حال نتمنى جميعا فيه ذاك الرغيف واذا وجد الرغيف والماء فاي شيء بعده صار رفاهية وتمكين الأمة هو واجب الوقت ..
الله ارحمنا واغفر لنا تقصيرنا