الثورة المضادة واشكالية المشهد السوري
أ. مصعب الأحمد بن أحمد
سقب
29/12/2024
الثورة المضادة وإشكالياتها في المشهد السوري
مع رسالة لأهل الساحل والفلول..
عندما تكون من الأقلية ، ومتهم بالمشاركة في جرائم النظام البائد ، والشعب كله مشحون ضدك ، والخارج مستنكر أفعالك وجرائمك، وتقتل عناصر من النظام الجديد، فأحب أن أخبرك يا عزيزي أنك ( أنت تنتحر ) حتى الفدم سيفكر ألف مرة قبل أن يفعلها ..
وأعتقد أنه ثمة حركة ذكية جدا من القيادة المؤقتة ، إذ لم تبادرهم بالعداوة ابتداء لأنها لو فعلت لقيل هذا ظلم للأقليات ، بل تركتهم لتوجد مبررا للبطش بالمجرم منهم وتأديبهم .
لا أظن أن ما يجري الآن يصح تسميته بثورة مضادة بل هو عبارة عن محاربة فلول نظام لم يصدق أن نظامه قد أسقط ، ومن يعتقد أنه يقوم بثورة مضادة ، فالواقع أنه لم يقرأ شيئا عن الثورات ، لأنه لايمكن بحال من الأحوال اعتبار مايجري أو سيجري ثورة مضادة لأنه لا أركان متوفرة لشيء كهذا .
فالثورة المضادة يجب أن تتوفر فيها عدة عوامل ، كالإرادة الحقيقية للتغيير ، والزخم الشعبي ، والمبررات الأخلاقية ، والدعم الخارجي
وليس هناك شيء من هذا ، ليس ثمة إرادة خارجية لدعم ثورة مضادة حتى لاينفرط عقد الدولة وتتحول البلاد لفوضى ، وتقوم حرب أهلية وتنتشر الأمور خارج السيطرة فوجود فصيل يضبط الأمور ويضبط السلاح أفضل من الفوضى ، وهم أيضا في حالة ذهول لذا يحتاجون وقتا للترتيب لثورة مضادة إن أرادوها فعلا ، وليس ثمة زخم شعبي معهم بل ضدهم ، وليس هناك مبررات أخلاقية بل كل المبررات تدين من تحتمل منهم الثورة المضادة ، وأما إرادة التغيير فليس ثمة أيضا لأنهم قسمان قسم سرق ويريد أن يتمتع بما سرق فليس مستعدا ليقدم تضحيات بعد أربع عشرة سنة خدمة ، وقسم تعب أيضا من الفقر والضجر وخاب أمله بأكاذيب قياداته وصفوفهم يوم هربوا وتركوه معلقا .
أما السعي لإقامة دولة خاصة فممكن ، ولكن ليس هناك إرادة داخلية ولاخارجية لذلك .
فالأحداث إذا لا تخرج عن كونها حركة غبية بتوجيه إيراني ، ولكن رب ضارة نافعة ، لأنها خلقت مسوغا للإقدام من السلطة على مالم تكن قادرة عليه قبل أيام ..
عندما قامت الثوره الفرنسيه 1789 هبّت الممالك حول فرنسا لتشكيل موجة من ( الثورة المضادة) لكبح ( الثورة) الفرنسيه. واستمرت هذه الثورة المضادّه مائة عام ..
كما لا بد أن نشير أن هناك محاولات خبيثة لتصوير أن الثورة نجحت في عشرة أيام لإفقادها معنوياتها وهز تاريخها ، وإقناع الأتباع أن ما أخذ سريعا يسترد سريعا ويغضون الطرف عن حقيقة أنها ثورة بدأت في ثمانينيات القرن المنصرم ، ومرت بمراحل حتى تأجج المرجل وفار التنور قبل أربعة عشر عاما, ,فقدم الناس الدماء والأشلاء وقدموا الغالي والنفيس ، وهدمت صوامع ومساجد وبيع ، وتشردت وقتلت الملايين ، وفقد الناس الأمل ويأس الشيوخ ، ثم يقول أحمق في الأرض ثورة عشر ة أيام ..
أما المجاهدون ، فهناك فرصة تاريخية قلما تتكرر للفصائل وهو اجتماعها وتكاتفها ومنع أي انقسام داخلها لمنع أي محاولات خارجية للعبث بهم فلا شيء يهدم البلاد كالانقسام ولا شيء يسعى إليه الخارج كالانقسام
وشاركوا الجميع واعرفوا لأهل السبق مكانتهم وتضحياتهم ولو بالكلمة .
وإن انقسمتم فقد قمتم بنصف ثورة ومن يقم بنصف ثورة فقد حفر قبره بيده ..